مقدمة
في ظل الجدل الذي أحاط بفيلم "باربي"، الذي أخرجته المخرجة الشهيرة جريتا جيرفيج، نجد أنفسنا أمام تقاييم متباينة تمامًا. يعكس هذا الفيلم الذي يعتبر من بين أضخم الإنتاجات في القرن الحادي والعشرين نظرة معاصرة على ظاهرة الدمية باربي. هل نجحت جريتا جيرفيج في تقديم رؤية جريئة ومنفتحة حول هذه الشخصية الشهيرة، أم أنها استسلمت للتسويق وتجارة الجمال؟
نقد الفيلم
رؤية فريدة تتجاوز التسويق
في مراجعته للفيلم، يشير ديفيد فير من "رولينغ ستون" إلى أن الفيلم قد تجنب تقديم إعلان تجاري لشركة Mattel، معتبرًا أنه قد يكون "أكثر الأفلام الضخمة المتمردة في القرن الحادي والعشرين حتى الآن." يبرز أن الفيلم يروي قصة الاكتشاف الذاتي من خلال روح اللعب الحرة والإدراك أن الحياة الحقيقية ليست مجرد مرح ولعب.
تحديات معايير الجمال
من جهة أخرى، تقول أليسون ويلمور في "فالتشر" إن الفيلم لا يشكل تحديًا فعليًا للنسوية التجارية، ولكنه مجرد تحديث. تلاحظ ويلمور أن هناك حسًا من الدفاع في الفيلم، كما لو كان يحاول التنبؤ بأي نقد قد يوجه إليه. تعلق بأنه في عالم السينما الحديث، تصبح العلامات التجارية والكون السينمائي مصدر قلق للفنانين، والفيلم يحمل في جعبته العديد من التحديات.
الأبعاد المحدودة للنقد
وفي رأي منهولا دارجيس من "نيويورك تايمز"، يشيد بمهارة جيرفيج كمخرجة، معتبرًا أن إختياراتها الإخراجية كانت رائعة. ومع ذلك، يرى أن الفيلم تجنب بشكل كبير "التناقضات الشائكة والانتقادات التي تتعلق بالدمية."
تجربة مميزة للمشاهد
مايكل فيليبس من "شيكاغو تريبيون" يعتبر الفيلم تجربة سينمائية ممتعة ومفاجئة، حيث يُعبّر عن إعجابه بالشكل الفعّال الذي تم به عرض هذه الدمية بتكلفة 145 مليون دولار. يؤكد أن "باربي" يجمع بين التسلية والجرأة، ويتناول بجدية قضايا كون المرأة في مجتمعنا.
استنتاج
في نهاية المطاف، يُظهر فيلم "باربي" أنه ليس مجرد إعادة تسويق للدمية الشهيرة، بل هو تجسيد لأفكار متناقضة حول الجمال، والتسلية، والتحديات التي تواجه المرأة في المجتمع الحديث. بغض النظر عن التقييمات المتباينة، يظل الفيلم إضافة قيمة للنقاش حول دور السينما في تشكيل رؤى المجتمع.
لاحظ: هذا المقال ليس فقط نقدًا فنيًا بل وجهة نظر شاملة حول كيفية تفاعل الفيلم مع قضايا اجتماعية معاصرة.